قال ابن حجر في الفتح: (روى الفاكهى أن ذا القرنين حج ماشيًا فسمع به إبراهيم فتلقاه ومن طريق عطاء عن ابن عباس: (إن ذا القرنين دخل المسجد الحرام فسلم على إبراهيم وصافحه) ومن طريق عثمان بن ساج: (إن ذا القرنين سأل إبراهيم أن يدعو له، فقال: كيف وقد أفسدتم بئرى؟ يعنى زمزم.
فقال: لم يكن ذلك عن أمرى، يعنى أن بعض الجند فعل ذلك بغير أذنى.
قال ابن حجر: (فهذه الآثار يشد بعضها بعضًا) (?).
إذن: ذو القرنين رجل صالح مكن اللَّه له في الأرض فبلغ ملكه المشارق والمغارب، وآتاه اللَّه العلم والحكمة ومباشرة أسباب التمكن في الأرض.
أما قصته مع يأجوج ومأجوج، هذه الأمة الطاغية، فقد جاء ذكرها في القرآن. قال تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99). . .} [الكهف: 92 - 99].
أي أن ذا القرنين اتبع طريقًا آخر في الأرض فوصل إلى السدين، وهما