أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من المشرق، ما هو؟ من قبل المشرق ما هو؟

وأومأ بيده المشرق.

قالت: (فحفظت هذا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) (?).

هذا الحديث صحيح السند وهو يشير إلى أن الدجال موثق بالسلاسل في جزيرة من جزر بحر اليمن، ووردت روايات أخرى أنه يخرج من خراسان أو أصبهان من المشرق، فأما الآن وقد اكتشفت كل الجزر ولم ير أحد الدجال، فكيف التوفيق في ذلك، والجواب أنه إما أن يكون الدجال قد هرب من ذلك المكان بعد فترة واختبأ في مكان آخر، وقد يكون في ديار اليهود القاطنين إقليم اصبهان الآن، وهذا الإنتقال له بإذن اللَّه تعالى، وأن الدجال لا يزال حى وفى ذلك المكان على التحديد ولكن اللَّه طمس عيون الناس عن رؤيته إلى أن يحين الوقت المناسب لرؤيته، وما ذلك على اللَّه بعزيز.

وأما رؤية تميم الدارى له موثقًا فى جزر البحر فهي من الكرامات التي يعطيها اللَّه لأوليائه ويخصهم بها من دون الناس، وكانت هذه الرؤيا في حياة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليكون زيادة في إثبات صدق النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما أخبر الصحابة عن الدجال، لذلك يرى أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- تهلل وجهه واستبشر بهذا الخبر والناس ليخبرهم بذلك.

والخلاصة: المؤمن يؤمن بأن الدجال حى وموجود في مكان ما من الكرة الأرضية، وأن اللَّه تعالى طمس عيون الخلق الآن عن رؤيته إلى أن يحين الوقت المناسب لخروجه بإذن اللَّه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015