عن قراءتها ومعرفتها يتسبب عنه سوء العمل وينسى على طول الزمن تلك الحقائق من الأذهان، ويقلصها في النفوس حتى يقع الإستبعاد والإستخفاف بها، والإنكار لوقوعها مما لا علم عندهم، ولذلك كان السلف الصالح يداومون على تعليم تلك الأخبار والأحاديث ويذكرونها للناس حتى للأولاد في الكتاب -المدرسة- يتوارثوا معرفتها بعلم وبصيرة، ولتكون لهم بها عقيدة راسخة أصلية تزيد متانة على مرور الأيام" (?).
قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1].
قال ابن كثير: "هذا تنبيه من اللَّه عَزَّ وَجَلَّ على اقتراب الساعة ودنوها، وأن الناس في غفلة عنها، أي: لا يعملون لها، ولا يستعدون لأجلها" (?).
وقال تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النحل: 1].
قال ابن كثير. يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها معبرًا بصيغة الماضي الدال على التحقيق والوقوع لا محالة (?).
وقال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر: 1].
قال ابن كثير: يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها (?).
يشير القرآن الكريم إلى الساعة وقرب وقوعها وذلك حين يحين الحساب وتجزى كل نفس بما سعت وعملت في الدنيا، ولكن الناس عن هذا اليوم