هي فتنة (الدعاة على أبواب جهنم) (?) الذين تزامن ظهورهم مع ظهور الحسين بن علي حاكم الحجاز واللَّه أعلم.
أما فتنة (الدهيماء) فالأرجح أنها الفتنة التي يعيش فيها المسلمون اليوم إذ تنطبق عليها بوضوح المواصفات التي وردت في الحديث النبوى الشريف، فهي (لا تدع أحد من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه)، بل هي الفتنة الوحيدة -من بين الفتن التي مرت بالمسلمين- التي تنطبق عليها هذه المواصفات، فمن يدرس حال الفتن السابقة يجد أن تلك الفتن لم تكن تصيب جميع الأمة، بل لابد أن تنجو منها نسبة كبيرة من عامة المسلمين وأهالى القرى والبوادي، أما هذه الفتنة فلم تدع أحدًا إلا لطمته لطمة وذلك لوصول خطرها إلى كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض، ولا شك أن المسلم الذي يسمع عن فتنة ما، فهو إما أن ينكرها بقلبه أو بلسانه أو يؤيدها بيده أو بلسانه أو بقلبه، كما أن الإنحراف في الفتن السابقة لم يكن يصل لدرجة الكفر والخروج عن الملة، ولم يحصل الكفر والإنسلاخ عن الإسلام إلا في مطلع هذا القرن عندما اتبع أبناء المسلمين الدعاه على أبواب جهنم واعتنقوا الأفكار المادية والإلحادية وآمنوا بالمبادئ الكافرة. كما أن تمايز الناس إلى فسطاطين (فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه) لم يحصل في أية فتنة سابقة، إذ ما من فتنة منها إلا وطرفاها مشتملان على مؤمنين صادقين عدا هذه.