رواحة، فأصيب"، وعيناه تذرفان، "حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله -يعني: خالد بن الوليد- حتى فتح الله عليهم".
قلت: رواه البخاري في الجنائز وفي الجهاد وفي علامات النبوة وفي المغازي من حديث أنس، وهذه الغزوة غزوة مؤتة كانت في السنة الثامنة من الهجرة. (?)
4752 - قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فلما التقى المسلمون والكفار، ولّى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار، وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو على بغلته كالمتطاول عليها- إلى قتالهم فقال: "هذا حين حمي الوطيس"، ثم أخذ حصيات فرمى بهنّ وجوه الكفار، ثم قال: "انهزموا ورب محمد"، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حَدّهم كليلًا وأمرهم مدبرًا.
قلت: رواه مسلم في المغازي مطولًا والنسائي في البر من حديث العباس ابن عبد المطلب ولم يخرجه البخاري. (?)
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حمي الوطيس" هو التنور، واستعاره لشدة الحرب، ويقال: هو من كلامه - صلى الله عليه وسلم - ابتكره لم يسبق إليه، وغزوة حنين كانت في السنة الثامنة عام فتح مكة.
4753 - قيل للبراء: أفررتم يوم حنين؟ قال: لا، والله ما ولَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن خرج شبان أصحابه ليس عليهم كثير سلاح، فلقوا قومًا رماة لا يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقًا ما يكادون يخطئون، فأقبلوا هناك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث يقوده، فنزل واستنصر وقال:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
ثم صفّهم.