قلت: رواه أبو داود في الملاحم من حديث جابر بإسناد صحيح. (?)
4403 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يمكث أبو الدجال ثلاثين عامًا لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور، أضرس، وأقله منفعة، تنام عيناه، ولا ينام قلبه"، ثم نعت لنا رسول الله أبويه، فقال: "أبوه طوال، ضرب اللحم، كأن أنفه منقار، وأمه امرأة فرضاخية طويلة اليدين"، فقال أبو بكرة: فسمعنا بمولود في اليهود بالمدينة، فذهبت أنا والزبير بن العوام، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما، فقلنا هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عامًا لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أعور أضرس، وأقله منفعة، تنام عيناه، ولا ينام قلبه، قال: فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة، وله همهمة، فكشف عن رأسه، فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عيناي ولا ينام قلبي.
قلت: رواه الترمذي في الفتن عن عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة وقال: حسن غريب. (?)
قوله - صلى الله عليه وسلم -: أعور أضرس، قيل: الأضرس: العظيم الضرس، وهو السن، وقيل: هو الذي يولد وضِرْسه مخلوق معه، وقيل: هو تصحيف وقع في جميع نسخ المصابيح لا غير، وأصلح والصواب: بإضافة الأضر إلى شيء، بالشين المعجمة وهو كذلك في جامع أبي عيسى الترمذي وهو الصحيح من حيث اللفظ والمعنى.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: وأقله منفعة، الضمير فيه عائد إلى الغلام أي أقل الغلام، معناه لا غلام أقل منه منفعة، فعلى ما جاء في الترمذي وهو الصواب يكون المعنى: أنه أكثر الأشياء مضرة وأقل الأشياء منفعة.