قلت: رواه الترمذي في الزهد وابن ماجه في الأطعمة كلاهما من حديث عبد الله بن عمر (?) يرفعه، وفي سنده: عبد العزيز بن عبد الله عن يحيى البكاء، وعبد العزيز: قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث، ويحيى: ضعيف.

وذلك الرجل هو: وهب بن عبيد الله أبو جحيفة، من بني عامر بن صعصعة، قال ابن عبد البر (?): كان من صغار الصحابة وذكروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم لكنه سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وروى عنه وقد روى ابن عبد البر عنه أنه قال: كنت أكلت ثرية بر بلحم وأتيت رسول - صلى الله عليه وسلم - وأنا أتجشأ وذكره، قال الراوي: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تعشى لا يتغدى وإذا تغدى لا يتعشى.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: أقصر عنا من جشائك: هو بقطع الهمزة وهو من الإقصار وهو: الكف عن الشيء، يقال: اقصر عنه: إذا كلف، والأمر وإن ورد على ترك الجشاء لفظًا لكنه وارد معنى على ترك الإكثار من الأكل والإفراط فيه، المؤدي إلى الإمتلاء المفسد للطعام المقتضي لكثرة الجشاء، وأيضًا إذا استمر الجشاء واستولى على الإنسان، لم يقدر على دفعه حينئذ؛ لأنه أمر طبيعي، وسببه وهو الشبع أمر مستطاع، والأمر لا يرد إلا على المستطاع.

4173 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال".

قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث كعب بن عياض وقال: حسن صحيح غريب، وأخرجه أبو عمر بن عبد البر وصححه. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015