والشريد: بشين معجمة مفتوحة ثم راء مخففة مكسورة.
قوله: "هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت" قال النووي (?): هكذا وقع في جميع النسخ "شيئًا" بالنصب، وفي بعضها: بالرفع، وعلى رواية النصب فيقدر محذوف أي هل معك فتنشدني شيئًا انتهى. ولو قدره الشيخ: هل تجد معك شيئًا لكان أحسن.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "هيه" بكسر الهاء وإسكان الياء وكسر الهاء الثانية والهاء الأولى بدل من الهمزة وأصله من ايه، وهي كلمة للاستزادة من الحديث، قالوا: وهي مبنية على الكسر.
قال في شرح السنة (?): ويروى: "إيه" أي: زِدْ، ويروى: أنه قيل لعبد الله بن الزبير: يا ابن ذات النطاقين، فقال: إيه، أي: زدني من هذه النقيبة.
وابن أبي الصلت يقفي من شعر الجاهلية، أدرك منادي الإسلام ولم يسلم، وفي بعض طرق الحديث: "أسلم شعره، وكفر قلبه"، وإنما استنشد الشريد لأنه يقفي مثله (?).
3856 - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في بعض المشاهد، وقد دميت إصبعه، فقال:
"هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت".
قلت: رواه البخاري في الجهاد ومسلم في المغازي والترمذي في التفسير والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث جندب بن عبد الله. (?)
وقد ذهب جمع من العلماء إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لم يعلم الشعر وهو الأصح، حتى قيل لم ينشد بيتًا تامًّا قط، ألا ترى أنه حين ذكر بيت طرفة. قال:
ويأتيك من لم تزود بالأخبار.