قلت: رواه الشيخان في الرؤيا من حديث أبي قتادة يرفعه. (?)

3693 - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي".

قلت: رواه الشيخان في الرؤيا من حديث أبي هريرة واللفظ للبخاري. (?)

3694 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثًا ولا يحدث بها أحدًا فإنها لن تضره".

قلت: رواه الجماعة هنا إلا أبا داود فإنَّه في الأدب من حديث أبي قتادة يرفعه. (?)

قال المازري (?): مذهب أهل السنة في حقيقة الرؤيا أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ولا يمنعه نوم ولا يقظة، فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علمًا على أمور أخر يخلقها في ثاني الحال، أو كان قد خلقها، فإذا خلق في قلب النائم الطيران وليس بطائر فأكثر ما فيه أنَّه اعتقد أمرًا على خلاف ما هو، فيكون ذلك الاعتقاد علمًا على غيره، كما يكون خلق الله سبحانه وتعالى الغيم علمًا على المطر، فالجميع خلق الله تعالى ولكن يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علمًا على ما يسر بغير حضرة الشيطان، وخلق ما هو علم على ما يضر بحضرة الشيطان، فنسبت إلى الشيطان مجازًا لحضوره عندها، وأنه لا فعل له حقيقة، وهذا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان" لا على أن الشيطان يفعل شيئًا، والرؤيا: اسم للمحبوب والحلم اسم للمكروه، انتهى كلام المازري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015