قلت: رواه الجماعة إلا الترمذي كلهم هنا من حديث أبي هريرة (?)، والصحيح في معنى هذا الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال، وآخرها عندهم: ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين، لا أنه أمر بذلك، والحسب هنا: الفعل الحسن من الشخص، ومن آبائه، مأخوذ من الحساب، وذلك أنهم إذا تفاخروا عدّ كل واحد منهم مناقبه، ومآثر آبائه، وحسبها، والحسب بالسكون العدد المعدود كالعد والعدد.
2296 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة".
قلت: رواه مسلم والنسائي هنا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ولم يخرجه البخاري. (?)
2297 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "خير نساء ركبن الإبل: نساء قريش، أحْناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده".
قلت: رواه البخاري في النفقات وفي غيره ومسلم في الفضائل من حديث أبي هريرة، وفيه: قال أبو هريرة: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرًا قط، والنسائي في عشرة النساء. (?)
ومعنى أحناه: أشفقه، والحانية على ولدها: التي تقوم عليهم بعد تيتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت فليست بحانية، ومعنى ذات يده: أي ماله المضاف إليه، ومعنى ركبن الإبل: نساء العرب، ولهذا قال أبو هريرة في الحديث: "لم تركب مريم بنت عمران بعيرًا قط".