باعتبار أن اليوم هو من أحوال أهل الأرض؛ فبذلك الاعتبار جعلت الشمس طالعة عليه، ووقع في رواية عبد الله بن مَسلمة في «الموطإ» «طلعت فيه»، وكذلك رواه الترمذي في كتاب الجمعة عن معن عن مالك، وهي ظاهرة.
واعلم أن حديث يزيد بن عبد الله بن الهاد بهذه الرواية لم يخرجه البخاري ولا مسلم، وأخرجه الترمذي عن مَعن عن مالك مقتصرًا على بعضه، وأخرجه أبو داود عن عبد الله بن مسلمة عن مالك وهو حديث صحيح، ومن العجيب إغفال البخاري ومسلم إياه. وفيه رواية ثلاثة من أصحاب رسول الله، ويظن أن إغفال صاحبي الصحيحين إياه ناظر إلى ما وقع فيه من قول الراوي «فلقيت بَصرة بن أبي بَصرة» قالوا؛ لأن المعروف أن راوي كلام الرسول هو أبو بصرة لا بصرة بن أبي بصرة. وهذا عندنا لا يوجب إغفال الحديث؛ لأن بصرة بن أبي بصرة صحابي بالاتفاق، وكون الحديث مرويًا عن أبيه عند غير يزيد ابن الهاد، لا يوجب إبطال رواية بَصرة لإمكان الرواية، والمثبت مُقدم على النافي. ويجوز أن يكون بصرة يكنى أبا بصرة أيضًا؛ فيكون هو الواقع في حديث الجمهور.
مالكٌ، عن ابن شهابٍ، عن عُروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى ذات ليلةٍ، فصلى بصلاته ناسٌ، ثم صلى الليلة القابلة: فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله، فلما أصبح قال: «قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخُروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم»؛ وذلك في رمضان.
قوله: «وذلك في رمضان» هو من كلام عائشة - رضي الله عنها-، وفي هذا الحديث إشكال