تبدئة أهل الدَّم بالقسامة

وقع في أوَّل الترجمة لفظ «تبدئة» ووقع في أثنائها قوله: «أن يبدَّأ بالأيمان المدَّعون»، وقوله: «وقد بدَّأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحارثيين»، وقوله: «إنَّما جُعلت القسامة إلى ولاة المقتول يبدءون فيها»، فهذا فعل بدَّأ بالهمز مضاعف بدأ هو بمعنى جعله بادئًا فيؤول إلى معنى بدأ به، ومصدره التبدئة وهو مصدر مطَّرد غالب في المضعف إذا كانت لامه همزة أو حرف علَّة مثل: جزَّأ تجزئة، ونبَّأ تنبئة، وزكَّى تزكية، ومفعول بدأ المشدد هو البادئ، وفاعله هو الذي جعله بادئًا، فإذا بنى الفعل للمجهول رفع مفعوله على النيابة. وقد مرَّ في باب الوصية في التدبير قوله: «بدئ بالأول فالأول»، فذلك بتخفيف الدال، والمجرور نائب فاعل.

* * *

ثمَّ وقع فيه قوله: «ولن يبدَّأ أحدٌ منهم قبل صاحبه»، فذلك بتشديد الدال مضاعف بدأ، أي: لم يجعل هو البادئ بالحرية، فقوله: «أحد» هو نائب الفاعل وهو الذي كان يتعدَّى له الفعل بالحرف قبل التضعيف، فلمَّا ضعف الفعل عدَّاه التضعيف إلى المجرور فصار ناصبًا له بنفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015