وقع في حديث زيد بن أسلم قوله: «فرحب بهما، وسهل».
أي قال لهما: مرحبًا وسهلاً .. وتقديره: نزلتما مرحبًا أي: مكانًا رحبًا، ودخلتما سهلاً أي: طريقًا سهلاً. فقوله: «رحب وسهل» فعلان منحوتان من قول مرحبًا، وسهلاً. وأكثر النحت يقع في الجمل المقولة التي يكثر التخاطب بها أو التعبير عنها. ومن ذلك قولهم: بسمل، أي قال: بسم الله. قال عمر بن أبي ربيعة:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ... ألا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
ومن قولهم: فداه بأبيه، أي قال له: أفديك بأبي. قال زياد بن واصل السلمي:
فلما تبين أشباحنا ... بكين وفديننا بالأبينا
وقولهم: هلل إذا قال: لا إله إلا الله. وجزى إذا قال: جزاك الله بخير، وحياه إذا قال: أحياك الله. وهم ينحتون هذه الأفعال بأن يضموا بعض حروف واقعة في الجملة المنحوت منها إلى بعض بحيث تنبء تلك الحروف عن الجملة المنحوت منها ويشتقون منها فعلاً رباعيًا مضعفًا؛ ولذلك يكون مصدرها التفعيل والتفعلة فيقال: أهل به تأهيلاً. قال البعيث بن حريث:
فقلت له أهلاً وسهلا ومرحبًا ... فردت بتأهيل وسهل ومرحب
وهذا النحت كثير في الكلام ومنه المولد، فقد قيل في «بسمل»: إنه مُولد.
وهنالك طرق أخرى من النحت نادرة هي أشبه بالمزج منها بالنحت كقولهم: شقحطب إذا شق الحطب، فهو بمنزلة قولهم: عبشمي، أي من عبد شمس، وعبدري أي: من بني عبد الدار.
* * *
ووقع فيه قوله: «فقال رجلٌ من جلساء عمر».
وجدت في النسخة المقابلة والمقروءة على أبي القاسم ابن بشكوال ما نصه: «الرجل هو عبد الرحمن بن عوف. وذكر أبو القاسم أن أبا الحسن يونس بن مغيث أخبره