والمعروف أنه العلامة نصر الهوريني. وضبط في نسخة «الموطإ» المقابلة على نسخة ابن بشكوال بكسر الباء. ووجدت ضبطه في نسخة من «الموطإ» بضمة على الباء وهو القياس؛ لأنه نسبة إلى سابور كورة من كور فارس. قال في «المشارق»: فاستثقلوا فخففوه. وضبط بكسرة في كتاب «المخصص» لابن سيده بمطبعة بولاق في باب الثياب في بيت ذي الرمة الآتي، ولعل صاحب «القاموس» ترك ضبطه بناء على أنه مشتهر بالكسر؛ لأنه قد نبه على ذلك في «مقدمة القاموس». ووجدته في نسخة من «ديوان ذي الرمة» بكسرة تحت الباء في قوله يصف دلوًا أدليت في بئر لا ماء فيها:
فجاءت بنسخ العنكبوت كأنه ... على عصويها سابريٌّ مشبرق
فالحاصل أن الصواب أنه بكسر الباء.
وقع فيه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيما رجلٍ أفلس فأدرك الرجل ماله بعينه، فهو أحق به من غيره».
فالتعريف باللام في قوله «الرجل» تعريف الجنس، وليس تعريف العهد، فهو والتنكير سواء، فلذلك لا يكون الرجل المعروف في الحديث عين الرجل المنكر. وعلى القاعدة المشهورة عند أهل العربية من أن النكرة إذا أعيدت معرفة فهي عين الأولى لظهور القرينة هنا أنه لا يكون الرجل الذي أفلس هو صاحب الحق في ماله.
فإن قلت: ما سبب وقوع هذا التعريف حتى نصير إلى دلالة القرينة؟ قلت: يحتمل أن الراوي حذف من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما كان مقتضيًا تعريف الرجل الثاني مثل أن يقع جوابًا لسؤال سائل سأله عن رجل باع سلعة بنسيئة فوجد سلعته عند المشتري حين