المعتقة». ولله در شيخنا فيما قرَّر فإنَّ الولاء في العرب لحمة كلحمة النسب كما جاء في الحديث، وهو يضاف إلى القبيلة. يقال: مولى بني فلان؛ لأنَّه اعتزاز، والمعروف عندهم أن الاعتزاز بالرجال، فلما أضافت الآية الولاء إلى الذكور علمنا أنه الولاء المستمر وقد قرنته بالأخوة وإنما كان يؤاخي رجال القبيلة، ولما آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار ما آخى إلَّا بين الرجال. فالمراد من الاستدلال بالآية أن الولاء المطلق وهو الأعم لا يرث به إلَّا الرجال فليست المرأة مستحقة إياه، وإنما ثبت لها ميراث خاص بالعتق وهو ولاء خاصٍّ بحديث بريرة؛ فالنساء لا يرثن بالولاء إلَّا من أعتنقه أو جرَّه إليهنَّ من أعتقنَه بولادة أو عتق.
اقتصر في هذا الباب على كون ابن اللعان موروثًا ولم يذكر كونه وارثًا؛ لأنه معلوم من عكسه؛ لأنَّ أمَّه وإخوته لأمَّه ورثوه بوجه نسب، فهو يرثهم أيضًا بذلك الوجه، ولم يذكر ميراث ولد الزنا؛ لظهور أنَّه بمنزلة ولد اللعان.