وَإِنَّمَا بَان لَهُم الصَّوَاب لِأَن الْأَمر كَانَ مكشوفا فِي قتال الْكفَّار بِخِلَاف قتال المتأولين. [15] وَقَوله: مَا نسد مِنْهُ خصما. كثير من الْمُحدثين يَقُولُونَ نَشد بالشين الْمُعْجَمَة، وَهُوَ غلط، وَالصَّوَاب بِالسِّين الْمُهْملَة، لِأَنَّهُ فِي مُقَابلَة الانفجار، وَكَذَلِكَ قَالَ لنا عبد الله بن أَحْمد النَّحْوِيّ. والخصم: جَانب الْعَدو، وخصم كل شَيْء طرفه وجانبه. وَهَذَا كِنَايَة عَن انتشار الْأَمر وصعوبة تلافيه والتأتي للشَّيْء وَحسن تَدْبيره.
586 - / 702 وَفِي الحَدِيث الثَّالِث: عَن يسير بن عَمْرو قَالَ: قلت لسهيل بن حنيف: هَل سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي الْخَوَارِج شَيْئا؟ . [15] الْخَوَارِج: قوم يخرجُون على الْأَئِمَّة، وَأول مَا عرفُوا بِالْخرُوجِ على عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام وَقد ذكرنَا بعض أَحْوَالهم فِي مُسْنده. [15] وَقَوله: وأهوى بِيَدِهِ قبل الْعرَاق: أخبرنَا مُحَمَّد بن نَاصِر عَن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَنْدَه عَن أبي الْحُسَيْن بن فَارس قَالَ: الْعرَاق مَا سفل من أَرض نجد مستطيلا فَسُمي بذلك تَشْبِيها لَهُ بعراق الْقرْبَة، وَهُوَ الخرز فِي أَسْفَلهَا. قَالَا: وَقَالَ قوم: سمي الْعرَاق من جمع عرقة: وَهِي الزبيل، يُقَال: عرقة وعراق، كَمَا يُقَال أكمة وإكام. والعرقة: السَّقِيفَة من الخوص قبل أَن يَجْعَل مِنْهَا زبيل، وَيُقَال: أعرق الرجل