15 -] وَلم يفته مشْهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَجُمْلَة مَا روى عَنهُ أَرْبَعُونَ حَدِيثا، أخرج لَهُ مِنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ سِتَّة.
584 - / 700 - فَمن الْمُشكل فِي الحَدِيث الأول: " لَا يَقُولَن أحدكُم خبثت نَفسِي، وَلَكِن ليقل لقست ". [15] خبثت ولقست ومقست بِمَعْنى وَاحِد، وَمَعْنَاهُ غثت وَهُوَ الَّذِي يُريدهُ الْقَائِل: خبثت، لَكِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كره اسْم الْخبث، وَاخْتَارَ لَفْظَة لَا تستبشع، فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكره الْأَلْفَاظ المستبشعة والدالة على الْمَكْرُوه، وَكم غير اسْم شخص لذَلِك الْمَعْنى، كَمَا غير اسْم عاصية بجميلة، وَكَانَ يكره لفظ الْخبث لِأَنَّهُ مُسْتَعْمل فِي الْكفْر وَالشَّر.
585 - / 701 - وَفِي الحَدِيث الثَّانِي: قَامَ سهل يَوْم صفّين فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس اتهموا أَنفسكُم. وَفِي لفظ: اتهموا رَأْيكُمْ. [15] يَعْنِي أَن الْإِنْسَان قد يرى رَأيا وَالصَّوَاب غَيره، كَمَا رأى عمر يَوْم الْحُدَيْبِيَة خلاف مَا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ بَان لَهُ أَن مَا رَآهُ رَسُول الله