أَبَا الدحداح، وَهُوَ من الْأَنْصَار، وَقد اخْتلف الروَاة فِي مَوته، فَقَالَ بَعضهم: قتل يَوْم أحد فِي المعركة. وَقَالَ آخَرُونَ: بل جرح وبرأ ثمَّ مَاتَ على فرَاشه مرجع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحُدَيْبِيَة، وَهَذَا أصح لهَذَا الحَدِيث.

وَقَوله: ثمَّ أُتِي بفرس عري - أَي عُرْيَان، وَكَذَلِكَ معرورى.

فعقله رجل: أَي أمْسكهُ لَهُ حَتَّى رَكبه، فَجعل يتوقص بِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: التوقص أَن يقصر عَن الخبب ويمرح عَن الْعُنُق وينقل قوائمه نقل الخبب، غير أَنَّهَا أقرب قدرا فِي الأَرْض.

والعذق بِفَتْح الْعين: النَّخْلَة، وبكسرها: الكباسة، وَالْمرَاد هَاهُنَا الكباسة؛ لِأَنَّهُ قَالَ: " مُعَلّق أَو مدلى ".

والرداح: الثقيل بِحمْلِهِ، وَمِنْه امْرَأَة رداح: إِذا كَانَت ثَقيلَة الْأَوْرَاك.

وَكَانَ هَذَا الرجل لما نزل قَوْله تَعَالَى: {من ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا} [الْبَقَرَة: 245] تصدق ببستان لَهُ فِيهِ سِتّمائَة نَخْلَة، وَكَانَ أَهله فِيهِ، فجَاء فَقَالَ: يَا أم الدحداح، اخْرُجِي فقد أَقْرَضته رَبِّي عز وَجل، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كم من عذق رداح فِي الْجنَّة لأبي الدحداح " فَكَأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام أعَاد ذَلِك عِنْد موت هَذَا الرجل.

440 - / 538 - وَفِي الحَدِيث الثَّامِن عشر: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَجُل قتل نَفسه بمشاقص فَلم يصل عَلَيْهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015