فِي اللبَاس. وَقَالَ عمر: إِذا كَانَ اللص ظريفا لم يقطع. مَعْنَاهُ: إِذا كَانَ بليغا جيد الْكَلَام احْتج عَن نَفسه بِمَا يسْقط عَنهُ الْحَد. وَالْفِعْل من هَذِه الْكَلِمَة ظرف يظرف فَهُوَ ظريف، وَالْجمع الظرفاء، وَلَا يُوصف بذلك السَّيِّد وَلَا الشَّيْخ، إِنَّمَا يُوصف بِهِ الفتيان الأزوال والفتيات الزولات، يَعْنِي الْخفاف. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الظّرْف فِي اللِّسَان، والحلاوة فِي الْعَينَيْنِ، والملاحة فِي الْفَم، وَالْجمال فِي الْأنف. وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد: الظريف مُشْتَقّ من الظّرْف: وَهُوَ الْوِعَاء، كَأَنَّهُ جعل الظريف وعَاء للأدب وَمَكَارِم الْأَخْلَاق.
وَقَوله: ليردنه على ساعيه: أَي رئيسه الَّذِي يحكم عَلَيْهِ وينصفني مِنْهُ.
331 - / 395 - وَفِي الحَدِيث التَّاسِع: " لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات ".
وَقد فسر فِي الحَدِيث أَنه النمام، قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: فلَان يقت الْأَحَادِيث قتا: أَي ينمها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي القَتَّات: الَّذِي ينْقل عنْدك مَا تحدثه بِهِ وتستكتمه إِيَّاه، والقساس الَّذِي يتسمع عَلَيْك مَا تحدث بِهِ غَيره ثمَّ يَنْقُلهُ عَنْك.
وَقد كشفنا إِشْكَال قَول الْقَائِل بِأَن هَذَا لَيْسَ بِكفْر، فَكيف يمْنَع دُخُول الْجنَّة، فِي مُسْند ابْن مَسْعُود.