الْإِسْلَام قد عصم دَمه، فيكفر باعتقاد ذَلِك.

وَيحْتَمل هَذَا الحَدِيث وَمَا فِي مَعْنَاهُ مثل قَوْله: " فقد بَاء بهَا أَحدهمَا "، وَقَوله: " لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض " وَقَوله: " كفر بِاللَّه " انْتِفَاء من نسب، وَإِن دق أَن يكون إِنَّمَا نسب هَذِه الْأَشْيَاء إِلَى الْكفْر لِأَنَّهَا أَفعَال الْكفَّار، وَيكون ذكر ذَلِك على جِهَة التغليط، لَا أَن ذَلِك يخرج عَن الْملَّة.

234 - / 271 - وَفِي الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ: " لَا أحد أغير من الله وَلذَلِك حرم الْفَوَاحِش ".

قَالَ الْعلمَاء: كل من غَار من شَيْء اشتدت كراهيته لَهُ، فَلَمَّا حرم الله عز وَجل الْفَوَاحِش وتواعد عَلَيْهَا وَصفه رَسُوله عَلَيْهِ السَّلَام بالغيرة. وَأما الْفَوَاحِش فَجمع فَاحِشَة: وَهِي مَا تفاقم قبحه. فَأَما مَا ظهر مِنْهَا: فَمَا أعلن بِهِ، وَمَا بطن: مَا استتر بِهِ.

وَقَوله: " وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ الْمَدْح من الله " قَالَ ابْن عقيل: قَالَ بعض الْعَامَّة: إِذا كَانَ الله عز وَجل يحب الْمَدْح فَكيف لَا نحبه نَحن؟ وَهَذَا غلط: لن حب الله للمدحة لَيْسَ من جنس مَا يعْمل من حبنا للمدح، وَإِنَّمَا الله سُبْحَانَهُ أحب الطَّاعَات، وَمن جُمْلَتهَا مدحه ليثيب على ذَلِك فينتفع الْمُكَلف، وَلَا ينْتَفع هُوَ بالمدح، وَنحن نحب الْمَدْح لننتفع بِهِ ويرتفع قَدرنَا فِي قَومنَا: قَالَ: " وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله " تَفْسِيره على نَحْو حبه للمدح، لِأَنَّهُ يثب الْمُكَلف بِهِ إِذا اعتذر من الله وَقَامَ بِشَرْط الْعُبُودِيَّة فِي خضوعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015