وَقَالَ الآخر:
(وَإِنَّا لقوم مَا نرى الْقَتْل سبة ... إِذا مَا رَأَتْهُ عَامر وسلول)
(يقصر حب الْمَوْت آجالنا لنا ... وتكرهها آجالهم فتطول)
(وَمَا مَاتَ منا ميت فِي فرَاشه ... وَلَا طل منا - حَيْثُ كَانَ - قَتِيل)
(تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وَلَيْسَت على غير الظبات تسيل)
(وَإِن قصرت أسيافنا كَانَ وَصلهَا ... خطانا إِلَى أَعْدَائِنَا فتطول)
(وإيامنا مَعْلُومَة فِي عدونا ... لَهَا غرر مَشْهُورَة وحجول)
(وأسيافنا فِي كل شَرق ومغرب ... بهَا من قراع الدارعين فلول)
(معودة أَلا تسل نصالها ... فتغمد حَتَّى يستباح قبيل)
وَقَالَ الآخر:
(أيا ابْنة عبد الله وَابْنَة مَالك ... وَيَا بنت ذِي البردين وَالْفرس الْورْد)
(إِذا مَا صنعت الزَّاد فالتمسي لَهُ ... أكيلا، فَإِنِّي لست آكله وحدي)
(وَكَيف يسيغ الْمَرْء زادا وجاره ... خَفِيف المعى بَادِي الْخَصَاصَة والجهد)
(وَإِنِّي لعبد الضَّيْف مَا دَامَ ثاويا ... وَمَا فِي إِلَّا تِلْكَ من شِيمَة العَبْد)