يقدموا بِهِ على مُوسَى ليرى فِيهِ رَأْيه، فقدموا بِهِ، وَتُوفِّي مُوسَى قبل قدومه، فَتَلقاهُمْ النَّاس وأخبروهم بِفَتْح الله عَلَيْهِم، فَقَالُوا لَهُم: هَل استبقيتم أحدا؟ قَالُوا: هَذَا الْفَتى ليرى نَبِي الله فِيهِ رَأْيه. فَقَالُوا: إِن هَذِه لمعصية خالفتم فِيهَا نَبِيكُم، لَا تدْخلُوا علينا بِلَادنَا، فحالوا بَينهم وَبَين الشَّام، فَقَالُوا: مَا نرى بَلَدا إِذْ منعتم بِلَادكُمْ خيرا لكم من الْبِلَاد الَّتِي جئْتُمْ مِنْهَا يعنون الْحجاز، فَكَانَ ذَلِك أول سُكْنى الْيَهُود الْحجاز.
فَأَما الْقُرُون فعنى بهَا الشّعْر.
والسبتيان: النَّعْلَانِ. والسبت: جُلُود الْبَقر المدبوغة بالقرظ يتَّخذ مِنْهَا النِّعَال وَلَا شعر عَلَيْهَا. وَقد ذكرنَا هَذَا فِي مُسْند ابْن عمر.
وَقَوله: يتوذف. قَالَ أَبُو عبيد: التوذف: التَّبَخْتُر. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: التوذف: الْإِسْرَاع، قَالَ بشر بن أبي خازم:
(يُعْطي النجائب بالرحال كَأَنَّهَا ... بقرالصرائم والجياد توذف)
وَأما الْكذَّاب فَهُوَ الْمُخْتَار بن أبي عبيد.
والمبير: المهلك.
وَقَوْلها: لَا إخالك: لَا أَظُنك، وَألف إخال مَكْسُورَة.