وَقَوله: " عَلَيْهَا سربال من قطران " السربال: الْقَمِيص. والقطران: شَيْء يتحلب من شجر يهنأ بِهِ الْإِبِل. وَإِنَّمَا جعلت سرابيلهم مِنْهُ لِأَن النَّار إِذا لفحته قوي اشتعالها، فَاشْتَدَّ إحراقها للجلود.
وَوجه الْمُنَاسبَة بَين هَذَا وَبَين حَالهَا أَن نوحها لما كَانَ سَببا لتحريق المحزونين ثِيَابهمْ ألبست ثوبا من الْعَذَاب تود لَو أَنه تحرق. وَلما كَانَ نوحها كلما تردد زَادَت اللوعة وَقَوي احتراق الْقُلُوب بِنَار الوجد جعل لباسها من قطران؛ لِأَنَّهُ كلما لفحته النَّار زَاد اشتعاله، وَكَذَلِكَ جعل لَهَا درع من جرب؛ لِأَن الجرب يثير دَاء الحكة، ونوحها يثير مَا فِي بواطن الْقُلُوب من الْجزع والأسى.