وَقد دلّ هَذَا على أَنه يسْتَحبّ لمن نزل بِهِ ضيف أَن يفْطر مُوَافقَة لَهُ؛ لِئَلَّا يقصر فِي الْأكل.

وَأما صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ صَوْم يَوْم وإفطار يَوْم , وَفِيه لطف من وَجه ومشقة من وَجه: أما اللطف فَإِنَّهُ بإفطار يَوْم يتقوى ليَوْم الصَّوْم , وَأما الْمَشَقَّة فَإِن النَّفس تسكن إِلَى الْإِفْطَار فتصوم، وتسكن إِلَى الصَّوْم فتفطر.

قَوْله: " كَانَ أعبد النَّاس " قد بَين عِبَادَته فِي صَوْمه وتهجده، فَجمع بَين التَّعَبُّد والرفق بِالنَّفسِ.

وَقَوله: " كَانَ لَا يفر إِذا لَاقَى " المُرَاد أَنه كَانَ يستبقي قوته للْجِهَاد، فَكَأَنَّهُ أمره باستبقاء قوته للْجِهَاد وَغَيره من الْحُقُوق.

وَقَوله: " اقْرَأ الْقُرْآن فِي سبع " وَذَلِكَ أَن المُرَاد من الْقِرَاءَة التدبر.

وَقَوله: " هجمت لَهُ الْعين " أَي غارت وَدخلت، مِنْهُ: هجمت على الْقَوْم: دخلت عَلَيْهِم، وهجم عَلَيْهِم الْبَيْت: سقط.

ونهكت: جهدت.

و" نفهت لَهُ النَّفس " أَي أعيت وكلت، وَيُقَال للمعيى: نافه ومنفه، قَالَ رؤبة:

(بِهِ تمطت غول كل ميله ... )

(بِنَا مراجيح المهاري النفه ... )

وميله: يَعْنِي الْبِلَاد الَّتِي يوله النَّاس فِيهَا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015