(رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك). وفي لفظٍ: في ذلك. فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذه ليستْ بالحَيْضة، ولكن هذا عِرْقٌ، فاغتسلي وصَلِّي".
قالت عائشة - رضي الله عنها -: فكانت تغتسل في مِرْكَنٍ في حجرة أختها زينبَ بنتِ جحش، حتى تعلو حمرةُ الدم الماءَ (?).
قالت عائشة: رأيت مِرْكَنَهَا ملانَ دمًا (?).
(فأمرها) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أن تغتسل). وفي لفظٍ: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "امْكُثي قَدْرَ ما كانتْ تحبسكِ حَيْضتُك، ثم اغتسلي وصَلِّي" (?). (فكانت) أمُّ حبيبةَ بنتُ جحش - رضي الله عنها - (تغتسل لكل صلاة).
وليس في كلامه - صلى الله عليه وسلم - أمرُها بالغسل لكل صلاة، ولا فيه ما وكأنها فهمت ذلك بقرينة.
قال الشافعي: إنما أمرَها - صلى الله عليه وسلم - أن تغتسل وتصلِّي، وإنما كانت تغتسل لكلِّ صلاة تطوعًا (?).
وكذا قال الليث بن سعد في روايته عند مسلم: لم يذكر ابنُ شهاب أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تغتسل لكل صلاة، ولكنه شيءٌ فعلته هي (?).
وإلى هذا ذهب الجمهور من عدم وجوب الغسل عليها لكل صلاة.
نعم: الواجبُ عليها لكل صلاة الوضوءُ.
وله ما وقع عند أبي داود من رواية سليمان بن كثير، وابن إسحاق، عن