(عن أبي هريرة) عبدِ الرحمنِ بنِ صخرٍ (- رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيه)؛ أي: لقي النبي - عليه الصلاة والسلام - أبا هريرة (في بعض طرقِ) جمع طريق، وهي المَحَجَّة: الجادة المسلوكة للسابلة، سميت بذلك؛ لأنها محلُّ طَرْقِ الأقدامِ وقَرْعها (?)؛ يعني: في بعض سكك (المدينة) المنورة، أصلُها مأخوذ من قولهم: مَدَدنَ بالمكان: إذا أقام، فهي فعيلةٌ، [وجمعَها مدائن]، فتكون -بالهمز-. وقيل: مَفْعَلَة من دِينَ: إذا مُلِك -بلا همز- كما لم تُهمز مَعايش (?).
وصار هذا عَلَماً على مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالغلبة، لا بالوضع، فلا يجوز ترك الألف واللام منها إلا في نداء، أو إضافة، وجمعها: مُدُن -بسكون الدال وبضمها-، ومدائن -بهمزٍ ودونه-؛ فالهمز على أنها من فَعيلة، كما مر (?).
(وهو)؛ أي: أبو هريرة - رضي الله عنه - (جنبٌ) -بضم الجيم والنون-، وهو من صار جنباً بجماعٍ أو إنزالٍ، فهو جنبٌ، وأَجنبَ، فهو مُجْنِبٌ (?)، والجملة حاليةٌ.
(قال) أبو هريرة - رضي الله عنه -: (فانخنست) -بنون فخاء معجمة فنون فسين مهملة-؛ أي: مضيتُ عنه مستخفياً، ولذا وُصف الشيطانُ بالخَنَّاس.
قال الإمام ابن القيم في "بدائع الفوائد": الخنّاس: فَعَّال من خنس