ويروى أنه لما أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نعيُ جعفر - رضي الله عنه -، وأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - امرأتَه أسماءَ بنتَ عُميس، فعزّاها في زوجها جعفرٍ، دخلت فاطمةُ وهي تبكي وتقول: واعمّاه! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على مثلِ جعفرٍ فلتبكِ البواكي" (?).
ولما قدم جعفرٌ من أرض الحبشة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فتح خيبر، تلقاه - صلى الله عليه وسلم -، واعتنقه، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما أَدري بأَيِّهما أنا أشدُّ فرحًا: بقدومِ جعفر، أم بفتحِ خيبر" (?)، وكان جعفرٌ وأصحابه - رضي الله عنهم - سببَ إسلام النجاشي ملكِ الحبشة - رضي الله عنه -، وكان إسلام جعفر قديمًا.
قال ابن الأثير: إنه أسلم بعد أُحد وثلاثين إنسانًا.
وقال الذهبي: يروى أن عليًا أسلم، ثم زيد، ثم جعفر، وكان الصدّيق رابعَهم، وفيه نظر، والمعتمد خلافه.
وكان جعفر - رضي الله عنه - أشبهَ الناس بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا قال كما في الحديث الصحيح: "أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي".
والمشبَّهون به - صلى الله عليه وسلم -: جعفر، والحسنان، وقُثَمُ بنُ العباس، وأبو سفيانَ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المطلب، واسمه المغيرة، ومنهم السائبُ بن عبيد أحدُ أجداد الإِمام الشافعي - رضي الله عنه - كما نقله الخطيب في "تاريخ بغداد" (?)، ومنهم: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب