وعثمانُ بنُ مَظْعون -بفتح الميم وسكون الظاء المعجمة وضم العين المهملة- ابنِ حبيبِ بنِ وهبِ بنِ حُذافَةَ -بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة وبالفاء- ابنِ جُمَحَ -بضم الجيم وفتح الميم ثم حاء مهملة-: من بني كعب بن لؤي، الجُمَحيُّ القرشيُّ، أسلم قديمًا بعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، وكان ممن حرّم الخمرَ على نفسه في الجاهلية، وقال: أشرب شيئًا يُذهب عقلي، ويُضحك مني من هو أدنى مني (?)؟! وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا، وقيل: اثنين وعشرين شهرًا بعدَما رجع من بدر، وقبّل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وجهَه بعدَ موته، ولمّا دفن، قال - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَ السلفُ هو لنا" (?)، ودُفن في البقيع، وهو أول من دُفن فيه، ولما مات إبراهيمُ بنُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال - صلى الله عليه وسلم -: "اْلَحِقْ سلفنا الصالحَ عثمانَ بَن مظعون" (?)، وروي أنه قال ذلك حين توفيت زينبُ ابنتهُ - صلى الله عليه وسلم - (?). وكان - صلى الله عليه وسلم - يزوره، وكان قد أعلم قبره بحجر لذلك، وكان - رضي الله عنه - عابدًا مجتهدًا من فضلاء الصحابة، روى عنه ابنه السائب وغيره.