(أو) قال - صلى الله عليه وسلم - بدل كلمة "ويلك": (وَيْحَكَ!)، وهي كلمة ترحُّم وتوجُّع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقُّها، أو قد تقال بمعنى المدح والتعجُّب، وهي منصوبة على المصدرية، وقد ترفع، وتضاف، ولا تضاف، يقال ويحَ زيدٍ، وويحًا له، وويح له، ومنه حديث علي -رضوان الله عليه-: ويح ابن أمّ عبّاس! (?) كأنه أعجب بقوله.

ومثل ويح: وَيْس، ومن ذلك قولُه - صلى الله عليه وسلم - لعمار بن ياسر - رضي الله عنه -: "وَيْسَ ابنِ سُمَيَّة"، وفي لفظ: "يا وَيْسَ ابنِ سُمَيَّة" (?)، وهي كلمة تقال لمن يرحم ويرفق به، مثل ويح، وحكمهما واحد، وقد يراد بكلمة "ويل" التعجُّب أيضًا، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بصير: "وَيْلُ امِّهِ! مِسْعَرَ حَرْبٍ" (?)؛ تعجبًا من شجاعته وجرأته وإقدامه، ومنه حديث علي: وَيْلُ امِّهِ كيلًا بغير ثمن! لو أن له وعاءً (?)؛ أي: يكيل العلوم الجمة بلا عوض، إلّا أنَّه لا يصادف واعيًا.

وقيل: "وَيْ" كلمةٌ مفردة، و"لأمه" مفردة، وهي كلمة تفجُّع وتعجُّب، وحُذفت الهمزة من أمه تخفيفًا، وألقيت حركتها على اللام، وينصب ما بعدها على التمييز (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015