وكان بناء هذا الباب عليها في القرن السّابع (?).
ويقال لها: كُدًّى -بضم الكاف وتنوين الدّال المهملة- عند ذي طوى.
وأمّا كُدَيّ -مصغّرًا-، فإناخةٌ لمن خرج من مكّة إلى المدينة.
وليس من هذين الطّريقين في شيء، نقله في "المطلع" عن ابن حزم (?).
وغيرُ ابنِ حزم يقول: كُدَيّ -مصغَّر-: الثنيّةُ السُّفلى، ويدلّ عليه شعرُ عُبيدِ اللَّه بنِ قيس (?): [من الخفيف]
أَقْفَرَتْ بَعْدَ عَبْدِ شَمْس كَدَاءُ ... فَكُدَيٌّ فالرُّكْنُ فَالْبَطْحَاءُ
فَمِنًى فَالْجِمَارُ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ ... مُقْفِرَات فَبَلْدَحٌ فَحِرَاءُ
بلدح: وادٍ قبل مكَّة، أو جبل، حِراءٌ: جبلٌ معروف.
والمعنى في كون الدُّخول من الثنية العليا، والخروجِ من السّفلى: الذّهابُ من طريق، والإياب من أخرى؛ كالعيد؛ لتشهد له الطّريقان.
وخُصت العليا بالدّخول: مناسبة للمكان العالي الذي قصده، والسُّفلى للخروج، مناسبة للمكان الذي يذهب إليه؛ لأنَّ إبراهيم الخليل -عليه السلام- حين قال: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37]، كان على العُلْيا، كما روي عن ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما-، قاله السّهيلي (?).
تتمّة:
ويستحبُّ دخولُ المسجد الحرام من باب بني شيبة.