من صام يومًا) من الأيام؛ من صيف أو شتاء (في سبيل اللَّه)، وفي لفظ: "ما مِنْ عبدٍ يصوم يومًا في سبيل اللَّه" (?).
قال: النووي: فيه فضيلة الصيام في سبيل اللَّه، وهو محمول على من لا يتضرر به، ولا يفوِّتُ به حقًا، ولا يختل به قتاله، ولا غيرُه من مهمات غزوه (?)، فحمل قوله: "في سبيل اللَّه" على حالة الغزو.
قال ابن دقيق العيد: الأكثرُ فيه استعمالُه في الجهاد، فإذا حُمل عليه، كانت الفضيلة لاجتماع العبادتين؛ أعني: عبادة الصوم، والجهاد، ويحتمل أن يراد بسبيل اللَّه: طاعة اللَّه كيف كانت، ويعبر بذلك عن صحة القصد والنية فيه، قال: والأولُ أقربُ إلى العرف، وقد ورد في بعض الأحاديث جعل الحج أو سفره في سبيل اللَّه؛ يعني: في طاعة اللَّه، فهو استعمال وضعي (?).
قلت: الذي يظهر -واللَّه أعلم-: أن المراد بقوله: "في سبيل اللَّه" يعني: في طاعة اللَّه ابتغاءً لوجهه.
وفي حديث حذيفة -رضي اللَّه عنه-، قال: أسندت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى صدري، فقال: "من قالَ: لا إلهَ إلا اللَّهُ، خُتم له بها، دخلَ الجنةَ، ومن صام يومًا ابتغاءَ وجهِ اللَّه، ختم له به، دخلَ الجنةَ، ومن تصدَّقَ بصدقةٍ ابتغاءَ وجهِ اللَّه، خُتِم له بها، دخلَ الجنةَ" رواه الإمام أحمد بإسناد لا بأس به (?)، ورواه الأصبهاني، ولفظه: "يا حذيفة! من خُتم له بصيامِ يومٍ يريد به