ولا يعارض هذا قولَه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنتُ مُتَّخذًا خليلًا غيرَ رَبِّي، لاتَّخَذْتُ أبا بَكْرٍ" (?)؛ لأن الممتنعَ أن يتخذ هو غيره تعالى خليلًا، لا أن غيره يتخذُه هو (?) (بثلاث) متعلق بـ "أوصى"، زاد في رواية: "لا أدعُهن" (?) -بضم العين-؛ أي: لا أتركهن حتى أموت (صيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهر) بجرِّ "صيام" بدلًا من "ثلاث"، ولم يعين الأيام، بل أطلقها (?).
وقد روى النسائي، وصحَّحه ابنُ حبان عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنهما-، قال: جاء أعرابي إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بأرنب قد شواها، فأمرهم أن يأكلوا، وأمسك الأعرابي، فقال: "ما منعكَ أنْ تأكل؟ "، قال: إني أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، قال: "إن كُنْتَ صائمًا، فَصُمِ الغُرَّ" (?)؛ أي: البِيضَ. وفي لفظ عند النسائي: "إن كنْتَ صائمًا، فَصُم البِيضَ: ثلاثَ عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" (?).
وفي لفظ غيره من حديث جرير بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه-، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ صيامُ الدَّهر، وأيام البيض: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ"، وإسناده صحيح (?).