الفتح، (فمنا) معشرَ أصحابه (الصائمُ، ومنا المفطرُ).
(قال) أنس -رضي اللَّه عنه-: (فنزلنا منزلًا) من منازل ذلك السفر (في يوم حار)؛ أي: شديد الحر، (وأكثرُنا ظِلًّا) يومئذ (صاحبُ الكساء) الجملة حالية، والكساء -بالكسر-: إزار غليظ، وهو الخميصة، وقال أَبو عبيد: الخميصة: كساء مربَّع له عَلَمان، قيل: [و] كساء رقيق من أي لون كان، وقيل: لا تسمى خميصة حتى تكون سوداء معلمة، والجمع أكسية (?)، (فمنا)، وفي ثسخة: "ومنا" (?) (من يتقي الشمسَ بيده)؛ لعدم ما يتقي حرَّها به سوى يديه.
وفيه دليل: على جواز فطر المسافر وصومه -كما مر-.
فيه: إشعارٌ بما كانوا عليه من الضيق، وعدمِ التوسُّع في الملابس.
(قال) أنس -رضي اللَّه عنه-: (فسقط الصُّوَّامُ) جمع صائم؛ لشدة ما بلغهم من حر الشمس وحرارة الصوم، (وقام المفطرون)؛ لفضل قُوَّتهم، (فضربوا الأبنية) من الخيام والقباب (وسقوا الركاب) من الإبل وغيرها.
(فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ذهب المفطِرون اليومَ بالأجر) العظيمِ؛ لما قاموا به من الخدمة والعمل المتعدي نفعُه.
وفيه دليل على أنه إذا تعارضت المصالح، قُدِّم أولاها وأقواها.
قال ابن دقيق العيد: قوله -عليه السلام-: "ذهب المفطِرون اليومَ بالأجر" فيه وجهان: