وتعجب منه في "الفتح": بأن ابن دقيق العيد أراد بنفي الكثرة: عدمَ الزيادة على قوله: "اللهم اغفر لي" في الركوع الواحد؛ فهو قليل بالنسبة إلى السجود المأمور به بالاجتهاد في الدعاء المشعر بتكثيره، ما لم يرد أنه كان يقول ذلك في بعض الصلاة دون بعض، حتى يعترض عليه بقول عائشة -رضي اللَّه عنها-: كان يكثر (?).
تنبيه:
الحديث الذي أشار إليه ابن دقيق العيد: "أما الركوع ... " إلى آخره، أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وفيه بعد قوله: "فاجتهدوا فيه في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم" (?)، وقمن: بفتح القاف، والميم، وقد تكسر - معناه: حقيق (?).
وجاء الأمر بالإكثار من الدعاء في السجود، وهو أيضًا عند مسلم، وأبي داود، والنسائي، من حديث أبي هريرة، بلفظ: "أقربُ ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء" (?).
قال في "الفتح": والأمر بالإكثار في الدعاء، يشمل الحث على تكثير الطلب لكل حاجة؛ كما جاء في حديث أنس: "ليسأل أحدُكم حاجته ربه