وعوتب ابن غزوان على خلوته فقال: إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي.
ولغربتهم من الناس ربما نُسب بعضهم إلى الجنون لبعد حاله من أحوال الناس كما كان أويس يُقال ذلك عنه.
وكان أبو مسلم الخولاني كثير اللهج بالذكر لا يفتر لسانه فقال رجل لجلسائه: أمجنون صاحبكم؟ وقال: أبو مسلم: يا ابن أخي! لكن هذا دواء الجنون.
وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اذكروا الله حتى يقولوا مجنون» .
وقال الحسن في وصفهم: إذا نظر إليهم الجاهل حسبهم مرضى وما بالقوم من مرض. ويقول: قد خولطوا وقد خالط القوم أمر عظيم، هيهات، والله مشغول عن دنياكم.
وفي هذا المعنى قال:
وحرمة الود ما لي عنكم عوض ... وليس لي في سواكم سادتي غرض
وقد شرطت على قوم صبحتهم ... بأن قلبي لكم من دونهم فرضوا
ومن حديثي بهم قالوا به مرض ... فقلت لا زال عني ذلك المرض
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى رجل فقال: «استحي من الله كما تستحي من رجلين من صالحي عشيرتك لا يفارقانك» .
وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت» .