علم القيافة

القيافة، على قسمين:

قيافة الأثر، ويقال لها: العيافة.

وقد مرت.

وقيافة البشر، وهي: المرادة هاهنا.

وعلم القيافة: علم باحث عن: كيفية الاستدلال بهيئات أعضاء الشخصين، إلى المشاركة، والاتحاد، في النسب، والولادة، وسائر أحوالها.

والاستدلال بهذا الوجه مخصوص ببني مدلج من العرب، فلا يمكن تعلمه.

وحكمة الاختصاص: تؤول إلى صيانة النسبة النبوية، كما قال بعض الحكماء.

وخص بهم، لحصانة نسبهم عما يورثه خبث الحسب، وشوب النسب، من فساد البذر. (2/ 1367)

وحصول هذا العلم: بالحدس، والتخمين، لا بالاستدلال، واليقين، والله - سبحانه وتعالى - أعلم.

وإنما سمي به، أي: قيافة البشر، لأن صاحبه يتبع بشرة الإنسان، وجلده، وأعضاءه، وأقدامه.

وهذا العلم: لا يحصل بالدراسة، والتعليم، ولهذا لم يصنف فيه.

وذكروا أن أفليمون صاحب الفراسة: كان يزعم في زمانه أنه يستدل بتركيب الإنسان، على أخلاقه.

فأراد تلاميذ بقراط أن يمتحنوه به، فصوروا صورة بقراط، ثم نهضوا بها إليه، وكانت يونان تحكم الصورة بحيث تحكيها على الوجه (تحاكي المصورة من جميع الوجوه) في قليل أمرها، وكثيره، لأنهم كانوا يعظمون الصورة، ويعبدونها، فلذلك يحكمونها.

وكل الأمم تبع لهم في ذلك.

ولذلك يظهر التقصير من التابعين في التصوير ظهورا بينا.

فلما حضروا عند أفليمون، ووقف على الصورة، وتأملها، وأمعن النظر فيها، قال:

هذا رجل يحب الزنا، وهو لا يدري من هو؟

فقالوا له: كذبت، هذه صورة بقراط.

فقال: لا بد لعلمي أن يصدق، فاسألوه.

فلما رجعوا إليه، وأخبروه بما كان، قال:

صدق أفليمون، أنا أحب الزنا، ولكن أملك نفسي، كذا في: (تاريخ الحكماء) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015