علم الفال

وهو: علم يعرف به بعض الحوادث الآتية، من جنس الكلام المسموع من الغير، أو بفتح المصحف، أو كتب المشايخ، (كديوان الحافظ) ، و (المثنوي) ، ونحوهما.

وقد اشتهر (ديوان الحافظ) : بالتفأل.

حتى صنفوا فيه.

كما مر.

وأما: التفأل بالقرآن، فجوزه بعضهم.

لما روي عن الصحابة: (وكان - عليه الصلاة والسلام - يحب الفال، وينهى عن الطيرة) .

ومنعه آخرون.

وقد صرح:

الإمام، العلامة: أبو بكر بن العربي، في كتابه: (الأحكام) في سورة المائدة، بعدم الجواز.

ونقله: القرافي، عن الإمام الطرطوشي أيضا.

قال الدميري: ومقتضى مذهبنا كراهيته، لكن أباحه: ابن بطة الحنبلي.

وأما الطيرة والزجر، وهو عكس الفال، فإن المطلوب في الفال: طلب الإقدام.

وفي الطيرة: طلب الإحجام.

وأصل الزجر: أن يتشأم الإنسان من شيء تتأثر النفس من وروده على المسامع، أو المناظر، تأثرا لا بالطبع، فإن التنفر الطبيعي: كالنفرة من صوت صرير الزجاج أو الحديد، ليس من هذا القبيل.

واشتقاق التطير: من الطير، لأن أصل الزجر في العرب، كان من الطير، كصوت الغراب.

فألحق به: غيره في التعبير، وأمثاله، من الطيرة في العرب كثيرة، وقد تكون في غيرهم فيتكدر به عيشهم، وينفتح عليهم أبواب الوسوسة، من اعتبارهم إلى المناسبات البعيدة، من: حيث اللفظ، والمعنى.

كالسفر، والجلاء من: السفرجل.

والياس، والمين من: الياسمين.

وسوء سنة من: السوسن.

والمصادفة إلى معلول حين الخروج، وأمثال ذلك.

قال ابن قيم الجوزية، في (مفتاح دار السعادة) :

اعلم: أن ضرر التطير وتأثيره لمن يخاف به، ويتغير منه.

وأما من لم يكن له مبالاة منه، فلا تأثير له أصلا، خصوصا إذا قال (2/ 1217) عند المشاهدة أو السماع: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015