كتاب من الكتب الإلهية المنزلة، أنزله الله - سبحانه وتعالى - على كليمه موسى، على نبينا وعليه: الصلاة والسلام، على اللغة العبرية.
لكن اليهود قد بدلوا بعده، وحرفوا، لا سيما ما يبدونه من المعربات فيها.
وهي ثلاث نسخ.
مختلفة اللفظ، متقاربة المعنى، إلا يسيراً.
أحدها: تسمى توارة السبعين، وهي التي اتفق عليها اثنان وسبعون من أحبارهم.
وذلك: أن بعض ملوك اليونان، سأل من بعض ملوك اليهود، أن يرسل إليه جمعاً من حفاظ التوراة.
فأرسل إليه اثنين وسبعين حبراً، فأخلى كل اثنين منهم في بيت، ووكل بهم كتاباً وتراجمة.
فكتبوا التوراة بلسان اليونان، ثم قابل بين نسخهم الستة والثلاثين.
فكانت مختلفة اللفظ متحدة المعنى، فعلم أنهم صدقوا ونصحوا.
وهذه النسخ ترجمت بعده بالسرياني، ثم بالعربي.
والثانية: نسخة اليهود من القرائين والرهابين.
والثالثة: نسخة السامرة.
قال بعض العلماء: قد استوعبت مطالعة التوراة المعربة، فلم أجد فيها غير التوحيد، وليس فيه أبحاث صلاة، ولا صوم، ولا زكاة، ولا حج إلى بيت المقدس.
وليس فيها ذكر يوم الآخرة، ولا ذكر العود إلى الجنة، أو النار أصلاً، ولعل ذلك من تحريف اليهود.
ومن هنا قال من قال: لا يجوز نقل شيء من التوراة والإنجيل، لمكان التحريف الذي فيهما.
وصنف بعض المتأخرين فيه:
(الأصل الأصيل، في تحريف النقل من التوراة والإنجيل) .
وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله) .
وذكر في (إرشاد القاصد) : أن اليهود افترقوا فرقاً كثيرة، ولكن المشهور من فرقهم، ثلاث: الربانيون والقراؤون والسامريون.
وهؤلاء مجمعون على: نبوة موسى - عليه الصلاة والسلام - وهارون، ويوشع، وعلى: التوراة، وأحكامها.
وإن كانت مبدلة مختلفة النسخ، لكنهم يستخرجون منها:
ستمائة وثلاثة عشرة فريضة، يتعبدون بها الأوامر.
منها: مائتان وثمانية وأربعون، عدد العظام في بدن الإنسان.
والنواهي: ثلاثمائة وخمسة وستون، عدد أيام السنة الشمسية.
وزادت النواهي على الأوامر، لغلبة الهوى على الطبيعة البشرية.
وينفرد الربانيون والقراؤون عن السامرة، بنبوات أنبياء غير الثلاثة المذكورة، وينقلون عنهم: تسعة عشر كتاباً.
ويضيفونها إلى: خمسة أسفار التوراة.
ويعبرون عن الأربعة وعشرين كتاباً: بالنبوات.
وهي على مراتب:
الأولى: التوراة.
في خمسة أسفار:
الأول: يذكر فيه بدأ الخليقة، والتاريخ من آدم إلى يوسف - عليهما الصلاة السلام -.
الثاني: يذكر فيه استخدام المصريين بني إسرائيل، وظهور موسى، وهلاك فرعون، ونصب قبة الزمان، وأحوال التيه، وإقامة هارون، ونزول العشر كلمات، وسماع القوم كلام الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: يذكر فيه تعليم القرابين بالإجمال.
الرابع: يذكر فيه عدد القوم، وتقسيم الأرض عليهم بالقرعة، وأحوال الرسل التي بعثها موسى - عليه الصلاة والسلام - إلى الشام، وأخبار: المن، والسلوى، والغمام.
الخامس: إعادة أحكام التوراة لتفصيل المجمل، وذكر: وفاة هارون، ثم موسى، وخلافة يوشع - عليه السلام -.
الثانية: أربعة أسفار:
1: