اعلم: أنهم باعتبار العلم والصناعة قسمان:
قسم: اعتنى بالعلم، فظهرت منهم ضروب المعارف، فهم صفوة الله - تعالى - من خلقه.
وفرقة: لم تعتن بالعلم عناية تستحق بها اسمه.
فالأولى: أمم، منهم: أهل مصر، والروم، (1/ 29) والهند، والفرس، والكلدانيون، واليونانيون، والعرب، والعبرانيون.
والثانية: بقية الأمم، لكن الأنبه منهم: الصين، والترك.
وفي (الملل والنحل) كبار الأمم أربعة: العرب، والعجم، والروم، والهند.
ثم إن العرب والهند: يتقاربان على مذهب واحد، وأكثر ميلهم إلى تقرير خواص الأشياء، والحكم بأحكام الماهيات والحقائق، واستعمال الأمور الروحانية.
والعجم، والروم: يتقاربان على مذهب واحد، وأكثر ميلهم إلى تقرير طبائع الأشياء، والحكم بأحكام الكيفيات والكميات، واستعمال الأمور الجسمانية. انتهى.
وفي بيان هذه الأمم تلويحات: