في اللغة.
للشيخ، جمال الدين، أبي الفضل: محمد بن مكرم الأنصاري، الأفريقي، المصري.
المتوفى: سنة 711، إحدى عشرة وسبعمائة.
وهو: في ست مجلدات ضخمات.
جمع فيه بين: (التهذيب) ، و (المحكم) ، و (الصحاح) وحواشيه، و (الجمهرة) ، و (النهاية) .
ورتبه ترتيب: (الصحاح) .
قيل: فيه زيادات كثيرة على: (القاموس) .
أوله: (الحمد لله رب العالمين تبركا بفاتحة الكتاب العزيز ... الخ) .
قال:
ورأيت علماء اللغة بين رجلين.
إما: من أحسن جمعه، فإنه لم يحسن وضعه.
وإما: من أجاد وضعه، ولم يجد جمعه.
فلم يفد حسن الجمع، من إساءة الوضع.
ولم أجد في كتب اللغة أجمل من: (تهذيب اللغة) .
لأبي منصور.
ولا أكمل من: (المحكم) .
وهما من أمهات كتب اللغة على التحقيق.
غير أن كلا منهما مطلب: عسر المهلك، ومنهل: وعر المسلك.
وكأن واضعه شرع للناس موردا عذبا، ومنعهم منه.
قد أخَّر وقدَّم، وقصد أن يعرب فأعجم.
فأهمل الناس أمرهما، وانصرفوا عنهما.
وليس لذلك سبب، إلا سوء الترتيب، وتخليط التفصيل والتبويب.
ورأيت الجوهري قد أحسن ترتيب: (مختصره) .
فخف على الناس أمره، فتداولوه.
غير أنه في جو اللغة: كالذرَّة، وفي بحرها: كالقَطْرة.
وهو مع ذلك قد صحَّف، وحرَّف.
فأتيح له الشيخ: ابن بري.
فتتبع ما فيه.
فاستخرت الله - تعالى - في جمع هذا الكتاب.
على ترتيب: (2/ 1550) (الصحاح) .
مضيفا إلى ما فيه من: آيات القرآن، والأخبار، والأمثال، والآثار، والأشعار، حل عقده.
ورأيت ابن الأثير قد جاء في ذلك بالنهاية.
غير أنه لم يضع الكلمات في محلها، ولا راعى في ذلك زوائد حروفها من أصلها.
فوضعت كلا منها في مكانه، وجمعت فيه: ما تفرق في كتبهم، وأنا مع ذلك لا أدَّعي فيه: شافهت، أو سمعت، أو فعلت، أو صنعت، أو رحلت، أو نقلت.
فكل هذه الدعاوى، لم يترك فيها الأزهري، وابن سيدة، لقائل مقالا.
ولعمري: إنهما قد جمعا فأوعيا.
وليس لي في هذا الكتاب فضيلة، سوى أنني جمعت فيه ما تفرق.
قال محمد بن أبي شريف:
وقد وقفت على (لسان العرب) بخزانة الأشرف: برسباي، بمدرسته الأشرفية بالقاهرة، بخط مؤلفه، وعليه خطوط جَمْعٍ من العلماء بمدحه، والثناء عليه.
منهم: أبو حيان.
والشهاب: محمود.
وقد كتب:
الشيخ، الرئيس: ابن سينا.
كتابا.
في اللغة.
وهو المسمى: (بلسان العرب) .
في: عشر مجلدات.
لكنه بقي في المسودة، أو لم يظهر.
وقد غلط من نسب الأول إليه.