الصحيح مثلا -باعتبار نظر المحدث- موضوعا أو ضعيفا في نفس الأمر, وبالعكس ولو لما في الصحيحين على الصحيح, خلافًا لابن الصلاح كما أشار إلى ذلك الحافظ العراقي في ألفيته بقوله:

واقطع بصحة لما قد أسندا ... كذا له وقيل ظنا ولدي

محققيهم قد عزاه النووي ... وفي الصحيح بعض شيء قد روي

نعم المتواتر مطلقًا قطعي النسبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- اتفاقًا، ومع كون الحديث1 يحتمل ذلك فيعمل بمقتضى ما يثبت عند المحدثين ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين, وفي الفتوحات المكية2 ما حاصله: فرب حديث يكون صحيحا من طريق رواته يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيعلم وضعه ويترك العمل به وإن عمل به أهل النقل لصحة طريقه، ورب حديث ترك العمل به لضعف طريقه من أجل وضاع في رواته يكون صحيحًا في نفس الأمر لسماع المكاشف له من الروح حين إلقائه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انتهى3. واعلم أن الحافظ جلال الدين السيوطي قال في خطبة جامعه الكبير ما حاصله: كل ما كان في مسند أحمد فهو مقبول؛ فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن، وكل ما كان في كتاب الضعفاء للعقيلي ولابن عدي في الكامل وللخطيب البغدادي ولابن عساكر في تاريخه وللحكيم الترمذي في نوادر الأصول وللحاكم في تاريخه ولابن النجار في تاريخه وللديلمي في مسند الفردوس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015