إن الجهود السابقة من تفكير واطلاع وتدوين هي إعداد وتجميع للمادة العلمية التي سيتم تنظيمها، والتأليف بينها في صياغة علمية سليمة. وهذه المرحلة تتطلب إلى الصياغة السليمة حسن التأليف، والتزام المنهج العلمي في عرض الأمور، ومناقشة الحقائق. فإذا توافرت للبحث هذه العناصر فقد توافرت له أسباب الجودة، وهذا ما يوصي به كبار المؤلفين.
يقول الحسن بن بشر الآمدي:
"إن حسن التأليف وبراعة اللفظ يزيد المعنى المكشوف بهاء وحسنًا ورونقًا؛ حتى كأنه قد أحدث فيه غرابة لم تكن، وزيادة لم تعهد"1.
والبحث العلمي أسلوب، ومنهج، ومادة:
أما الأسلوب: فهو القالب التعبيري الذي يحتوي العناصر الأخرى، وهو الدليل على مدى إدراكها وعمقها في نفس الباحث، فإذا كانت معاني البحث وأفكاره واضحة في ذهن صاحبها؛ أمكن التعبير عنها في أسلوب واضح وتعبير مشرق.