أما النص السابق الذى يذكرونه عن شيخ للخوارج، فهو مجهول ولا ندرى من هو؟ وقد سبق مثل هذا التصريح برواية حماد بن سلمة عن شيخ رافضى، فلماذا لا تكون نسبته إلى شيخ خارجى خطأ؟ خصوصاً ولم نعثر لهم على حديث واحد موضوع.
أما قول عبد الرحمن بن مهدى عن حديث (إذا أتاكم ... إلخ) أنه وضعته الزنادقة والخوارج، فلا أدرى مدى صحته عن ابن مهدى، فقد ذكره عنه ابن عبد البر فى (جامع بيان العلم) بلا سند (1) فضلاً على أنه لم يذكر لنا عن ابن مهدى من هو واضعه؟ على أن المنقول عن غير ابن مهدى لفظ الزنادقة فقط، قال شمس الحق العظيم آبادى: فأما ما رواه بعضهم أنه قال: "إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله ... الحديث"؛ فإنه حديث لا أصل له (2) وقد حكى زكريا الساجى عن يحيى بن معين (3) أنه قال "هذا حديث وضعته الزنادقة" ونقل الفتنى عن الخطابى (4) أنه قال أيضاً "وضعته الزنادقة" (5) ، وليس فى هذين النصين ذكر للخوارج بحال.
وقد ورد عنهم ما ينفى تهمة الكذب عنهم.
يقول المُبَرِّدُ (6) :