[من سورة الفاتحة]

ضمةٌ بعدَها كسرةٌ في حرفٍ واحدٍ؛ لأن ذلك غيرُ موجودٍ في الأسماءِ.

وسمعتُ نفرًا من رَبِيعَةَ يرفعون الدالَ واللامَ؛ فَيقولون: «الحَمْدُ لُلَّهِ». وإنما رفعوهما جميعًا؛ لأنهم تَوَهَّموا أنه حرفٌ واحدٌ، والحرفُ الواحدُ قد يكونُ فيه ضمتان مجتمعتان، مثلُ: الحُلُمِ، والْعُقُبِ.

والمَثَلُ (?) فِي تغليبِهم رفعةَ الدالِ على اللامِ وكسرةَ اللامِ على الدالِ بمنزلةِ قولِهم: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا}، و «رِدُّوا»، و «قِيْلَ»، و «قُولَ» (?).

* وفي {الرَّحِيمِ} وما كان ثانيه واحدًا من الستةِ الأحرفِ وهو على «فَعِيلٍ» (?)؛ فإن أهلَ الحجازِ وبني أَسَدٍ يفتحون أوَّلَه، وعليه القراءةُ.

وكثيرٌ من العربِ: قَيْسٌ وتَمِيمٌ ورَبِيعَةُ ومَن جاورهم؛ يكسرون أوائلَ الحروفِ، فَيقولون للبَعِيرِ: بِعِيرٌ، وللَّئِيمِ: لِئِيمٌ، وللبَخِيلِ: بِخِيلٌ، ورِغِيفٌ، وشِهِيدٌ، ولا يُقْرَأُ بها؛ لأن القراءةَ قد جَرَتْ على اللغةِ الأُولى.

* وأما قولُه: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}؛ فللعربِ فيه لغةٌ إذا نودي: ذُكِرَ عن بعضِ القُرَّاءِ أنه قَرَأَ: {يَا مَالِ لِيَقْضِ عَلَيْنَا}، فقيل له: {يَا مَالِك}، فقال: تلك لغةٌ، وهذه لغةٌ.

ومَن قَرَأَ: {مَلِك}؛ فإن معناه غيرُ معنى {مَالِك}، وهما متقاربان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015