وفوقه هواء" فسره بقوله: "العماء: السحاب الرقيق. فأراد: أين كان عرش ربنا فحذف المضاف. قال الله تعالى: {وكان عرشه على الماء} [هود: 7] ، والسحاب يقلّ الماء فكنى عنه بالماء". ثم نقل رواية "في عمى" مقصوراً وفسرها ثم قال: "وأبو عبيد رحمه الله لم يزد في الحديث على أنه لا يدري كيف ذلك العماء وما مبلغه، والله أعلم بذلك" (?) .

الذي في كتاب أبي عبيد أن العماء في كلام العرب: السحاب الأبيض، قاله الأصمعي وغيره وهو ممدود ثم أنشد بيتين وفسرهما، ثم قال: "وإنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عندهم ولا ندري كيف كان ذلك العماء ... " (?) .

وما كان أحرى المؤلف بأن يقتفي أثر أبي عبيد فيقول بقوله (?) .

المأخذ الثاني وهو مما يتعلق بمنهجه أنه لا يميز بين ما يلخصه من مصدره وما يضيفه إليه. ولا شك أن مراجعة المصادر التي وصلت إلينا تعين على الفصل والتمييز، ولكن لا سبيل إلى ذلك في المصادر التي ضاعت، فإذا أراد أحد أن يجمع نصوص كتاب ضائع من موارد جمل الغرائب - ولو كانت مختصرة من الأصل - لم يتأت له ذلك. فلو فصل بيان الحق بين الأصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015