والرحمة… وكذلك المحبة… والغضب يعرض لنا فينتقض الطبع على جهة الحمية ويتغير الوجه وتحمر العين، وربما يرتعد البدن، ثم يدعو إلى جنس من العقوبة يضاد الرضا. فيوصف الله تعالى به على هذا المعنى الأخير الذي هو الغاية والمآل. وعلى هذا يجري القول في الصفات، والله أعلم".

وللفخر الرازي (606هـ) في تفسيره كلام شبيه بكلام بيان الحق وقرر أن هذا هو القانون الكلي في هذا الباب (?) . وقد رد على هذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه فقال:

"وأما قول القائل (الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام) فليس بصحيح في حقنا، بل الغضب قد يكون لدفع المنافي قبل وجوده، فلا يكون هناك انتقام أصلاً. وأيضاً فغليان دم القلب يقارنه الغضب، ليس أن مجرد الغضب هو غليان دم القلب… وأيضاً فلو قدر أن هذا هو حقيقة غضبنا لم يلزم أن يكون غضب الله تعالى مثل غضبنا، كما أن حقيقة ذات الله ليست مثل ذاتنا، فليس هو مماثلاً لنا: لا لذاتنا، ولا لأرواحنا، وصفاته كذاته" (?) .

وفي بعض المسائل يساير بيان الحق المعتزلة أيضاً، ومنها نفي نسبة الإغفال والإضلال ونحوه إلى الله تعالى (?) .

أما في الفقه فكان بيان الحق حنفياً، ويستعمل في مؤلفاته لفظ "عندنا"، و"عند أصحابنا" و"مذهبنا" للأحناف، ويحتج لمذهبه، ويشير أحياناً إلى المذهب الشافعي أيضاً (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015