كتاب بغداد (صفحة 55)

فَإِنَّمَا كَانَ توليتي أَيَّاهُ الحجابة عَبَثا، ثمَّ نقلته من عمل إِلَى عمل فَأَما وَقد زِدْته فَلَيْسَ بِعَيْب عِنْد من يفهم وَيعرف حجتي قَالَ: ثمَّ قَالَ لي خرجت من هَذِه الْوَاحِدَة؟ . قلت: نعم أعز اللَّهِ الْأَمِير.

قَالَ: وَأما توليتي سعيدا ديوَان الْخراج فَإِنَّهُ رجل لي بِهِ حُرْمَة وخدمة فَأَرَدْت أَن أنوه بأسمه عِنْد من يعرفهُ وعرفني وَأَن أنفعه برزق هَذَا الدِّيوَان، وأحببت مَعَ ذَلِك أَن يعرف أَمِير الْمُؤمنِينَ أَولا، ثمَّ مُوسَى بِهِ خاقَان، وَمُحَمّد بن يزِيد أَنِّي لم أفتقر إِلَيْهِمَا حِين قعد عني مُوسَى واستعفى مُحَمَّد ين يزْدَاد أَمِير الْمُؤمنِينَ حِين ضمه إِلَيّ وَأَن يعلم النَّاس أَنِّي الْمُتَوَلِي لأعمالي لَا كتابي، وَأَن الدَّلِيل على ذَلِك أَنِّي وضعت فِي ديوَان الْخراج حمارا هُوَ عِنْدهم كَمَا وضعت لَو ظَنَنْت أَنه ينفذ لَهُ أَمر فِي ديوَان الْخراج فِي سحاءة مَا أقررته سَاعَة وَلَكِنِّي جعلت الِاسْم لما وصفت، ونصبت لَهُ خَليفَة يعاملني فِي أَخذه بِخَير ذَلِك الدِّيوَان وشره. خرجت من هَذِه الثَّانِيَة؟ قلت. نعم: وَالله انهى الْأَمِير وَكَانَ ذَلِك الرجل الْمَنْصُوب لخلافة سعيد مُوسَى بن الْفضل.

قَالَ: وَأما توليتي أَبَا زيد فَرجل بيني وَبَينه إلْف الصبى، وَأنس الحداثة، وَلم أتسع لَهُ فِي عَاجل أيامي بِكُل مَا أحب من خَالص مَالِي فَأَحْبَبْت أَن يكون اسْمه بِهَذَا الدِّيوَان إِلَى مَا أجْرى لَهُ من مَالِي فتعجل نَفعه، وَلَيْسَ فِي هَذَا الدِّيوَان كثير عمل فاخترته لِئَلَّا يظْهر قلته فِي الْكِتَابَة؛ وَأَنا بعد من وَرَاء أتصفح عمله وَعمل غَيره. خرجت من هَذِه أَيْضا؟ . قلت: نعم وَالله أعز اللَّهِ الْأَمِير.

قَالَ: واستحسنته فِي كل مَا أجَاب مِنْهَا. فَقلت لَهُ: فأحدث بِهَذَا عَن الْأَمِير؟ قَالَ: أفعل وددت أَن النَّاس كلهم عرفُوا عُذْري فِيمَا آتى وأذر لتخف على المؤونة وَيسلم صَدْرِي للْجَمِيع.

قَالَ وحَدثني مُحَمَّد بن عِيسَى قَالَ: حدث أَحْمد بن خَالِد بن حَمَّاد، عَن أَبِيه خَالِد ابْن حَمَّاد قَالَ: كَانَ ذُو اليمينين لما صَار إِلَى خُرَاسَان ولي الْعَبَّاس بن عبد اللَّهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015