قِبَل القاهر، ووافى ابن قُتَيبة البلَد لاثنتي عشرة ليلة بقِيَت من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، فنزل الجامع وقرأَ كتاب عهده ونظر بين الناس، واستخلف أَبَا الدِّكر محمد بْن يحيى التمَّار عَلَى الفرض، وجعل ابنه عَبْد الواحد يخلُفه فِي بعض الأمر، وحدَّث بكُتُب أبيه ثمَّ صُرف يوم الثلاثاء لسبع خلونَ من شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، فكانت وِلايته هذه ثلاثة أشهر، وتُوفّي بِمصر فِي ربيع الأوَّل سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ثمَّ ولِيَ القضاء أحمد بْن إبراهيم الثالثة من قِبَل القاهر بالله لأربع خلونَ من رمضان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، فلم يزَلْ ينظر فِي الأحكام إلى يوم الأربعاء لستّ بقِينَ من صفر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، فكانت وِلايته هذه أقل من ستَّة أشهُر، وتُوفّي بِمصر وهو مصروف عَن الحُكم فِي شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
ثمَّ ولِيَ القضاء محمد بْن مُوسَى السَّرَخْسيّ، وورد كتابه عَلَى أَبِي الْحُسَيْن محمد بْن عليّ بْن أَبِي الحَدِيد وإلى أَبِي الْحَسَن عليّ بْن أحمد بْن إِسْحَاق البغداديّ ينظُران بين الناس، فتسلَّما من جمادى إلى أن وافى السَّرَخْسيّ يوم الأربعاء لخمس بقِينَ من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، والأمير بِمصر يومئذٍ محمد بْن تكين، ثمَّ ورد صرفه، فتوقَّف عَن الحُكم، فركِب إِلَيْهِ محمد بْن عليّ الماذَرائيّ، فسأَله المُقام بالبلَد إلى أن يكتب فِي أمره إلى السُّلطان، فأَبى أن يفعل، فلم يزَلْ ينظر إلى يوم الخميس لخمس مضينَ من شوَّال سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، فكانت وِلايته سبعة أشهُر واثنتي عشر يومًا.