هَارَتْ بِهارُونَ مِنْ ذِكْرَاكَ بُقْعَتُهُ ... وَشَيَّبَ الرُّعْبُ شَيْبَانًا وَقَدْ رَغِبَا

فَأَصْبَحُوا لَا تُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ... كَأَنَّهَا مِنْ زَمَانٍ غَابِرٍ ذَهَبَا

وَكَمْ تُرَى تَرَكُوا مِنْ جَنَّةٍ أُنُفٍ ... وَمِنْ نَعِيمٍ جَنَى مِنْ غَدْرِهِمْ غَضَبَا

وقال أحمد بْن أَبِي يعقوب:

إِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنْ جَلَالَةِ مُلْكِهِمْ ... فَارْتَعْ وَعُج بِمَرَاتِعِ المَيْدان

وَانْظُرْ إِلَى تِلْكَ القُصُورِ وَمَا حَوَتْ ... وَاسْرَحْ بِزَهْرَةِ ذلِكَ البُسْتَانِ

وَإِن اعْتَبَرْتَ فَفِيهِ أَيْضًا عِبْرَةٌ ... تُنْبِتكَ كَيْفَ تَصَرُّفُ العَصْرَانِ

يَا قتلَ هارونَ اجْتَثَثْتَ أُصُولُهمْ ... وَأَشَبْتَ رَأْسَ أَمِيرِهِمْ شَيْبَانِ

لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ بَأْسُ قَيْسٍ إِذْ ... غَدَا فِي جَحْفَلٍ لَجَبٍ وَلَا غَسَّانِ

وَعُدَيَّةُ الْبَطَلُ الكَمِيُّ وَخَزْرَجٌ ... لَمْ يَنْصُرَا بِأَخِيهِمَا عَدْنَانِ

ذَفَّتْ إِلَى آل النُّبُوَّةِ وَالهُدَى ... وتَمَزَّقَتْ عَنْ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ

وقال أيضًا:

نَقْمَةٌ أُرْسِلَتْ مِنَ الشَّرْقِ تَهْوِي ... فَأَنَاخَتْ عَلَى بَنِي طُولُونَا

كُيْفَ يُرْجَى صَلَاحُ هذِي الْبَرَايَا ... وابْنُ أَبَّا يَسُوسُ دُنْيَا وَدِينَا

بِأَبي خَبَّةٍ وَرَأْيِ غَرِيبٍ ... كَانَ يُمْضِي شَرايِعَ الحُكْمِ فِينَا

مَا رَأَيْنَا مِنْ آلِ طُولُونَ إِلَّا ... سَاءَهُ فِي بِطَالَةٍ مَرْهُونَا

وقال الحبشيّ لأبي عليّ الحُسين بْن أحمد الماذَرائيّ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015