561 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ غَانِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ رَزِينٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَدَّادُ، بِتِنِّيسَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ عَمْرٍو، وَكَانَ يَقْضِي بَيْنَ أَهْلِ دِمَشْقَ، يُحَدِّثُ بِحَضْرَةِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: " شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِدِمَشْقَ عَلَى بَابِ الصَّغِيرِ، يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةِ بَعْضِ وَلَدِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ خَمْسًا، ثُمَّ رُفِعَتِ الْجَنَازَةُ، وَقُدِّمَتْ أُخْرَى وَصَلَّى عَلَيْهَا فَكَبَّرَ أَرْبَعًا، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَسَمِعَهُ النَّاسُ وَبُسِطَ لَهُ بِسَاطٌ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ قِيَامٌ عَلَى رَأْسِهِ، مَا بَيْنَ هَاشِمِيٍّ وَأُمَوِيٍّ وَعَرَبِيٍّ وَمَوْلًى، مَا يَقُولُ لأَحَدٍ اجْلِسْ، فَقَالَ لَهُ حَازِمٌ: أَيُّهَا الأَمِيرُ إِنَّكَ كَبَّرْتَ خَمْسًا وَأَرْبَعًا، وَأَنْتَ بَيْنَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ.
فَقَالَ: تَغْضَبُ.
وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ.
ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخُو أَبِي مُحَمَّدٌ، وَدَاوُدُ ابْنَا عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي وَأَبِيهِمَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ، فَيُكَبِّرُ خَمْسًا وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا، وَيَقُولُ: «كُلٌّ سُنَّةٌ» .
وَحَدَّثَانِي عَنْ أَبِي وَأَبِيهِمَا، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تُوُفِّيَ بِالطَّائِفِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحُنَفِيَّةِ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، وَقَالَ: لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ السُّنَّةَ.
وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ، لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «السُّنَّةُ أَرْبَعٌ» .
لَكَبَّرْتُ عَلَيْهِ سَبْعًا، وَإِنَّمَا لَمَّا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ، وَأُنْزِلَ فِي قَبْرِهِ خَرَجَ مِنْ أَكْفَانِهِ طَيْرٌ أَبْيَضُ.
وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ: طَائِرٌ أَبْيَضُ، وَسَمِعُوا صَوْتًا وَهُوَ يَقُولُ: {يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: 27] .
الآيَةَ، قَالَ سَلَمَةُ: فَمَا رَأَيْتُ الأَوْزَاعِيَّ أَنْكَرَهُ، وَجَعَلَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يُصَدِّقُهُ، ثُمَّ قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: السُّنَّةَ أَرْبَعًا.
عَلَى هَذَا أَدْرَكْنَا أَهْلَ الْعِلْمِ، لا نَعْرِفُ غَيْرَهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
قَالَ يَحْيَى: فَقُلْتُ لِسَلَمَةَ، فَإِنَّ النَّاسَ يَرُدُّونَ عَلَيْنَا، وَيَقُولُونَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ يَعْنِي الأَوْزَاعِيَّ كَانَ يَرَى التَّكْبِيرَ عَلَى الْجَنَائِزِ خَمْسًا.
قَالَ سَلَمَةُ: هُوَ ذَا صَاحِبُنَا مِلْءَ ثِيَابِهِ، لا يَزِيدُ عَلَى أَرْبَعٍ، فَاسْأَلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ لا أَعْرِفُهُ إِلا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الأُخَوَّةِ غَيْرُ هَذَيْنِ